Vers Plus D'idées

Vers Plus D'idées

Towards more ideas - إلى مزيد من الأفكار


صراع الأزواج

Publié par Mohamed Charkaoui - Vers Plus d'idées sur 13 Février 2016, 11:25am

Catégories : #AfkarMaghribia - أفكار مغربية, #conseils pour dirigeants, #Change management, #Conseil aux décideurs, #Consultant polyvalent

 - مقال تم كتابته من طرف الخبير محمد شرقاوي، اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل ــ كاتب مقالات رأي بمجموعة من المنابر الإعلامية واقترح مجموعة من المبادرات والحلول لفائدة شركات الكبرى وحكومات. محمد شرقاوي عضو مؤسس ومدير المشروع العالمي التربية والصحة

- مقال تم كتابته من طرف الخبير محمد شرقاوي، اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل ــ كاتب مقالات رأي بمجموعة من المنابر الإعلامية واقترح مجموعة من المبادرات والحلول لفائدة شركات الكبرى وحكومات. محمد شرقاوي عضو مؤسس ومدير المشروع العالمي التربية والصحة

حينما أقرأ على صفحات الجرائد العنف الجسدي الذي تتعرض له المرأة داخل المنزل وخارجه أو أشاهد بعض لقطاته الوحشية على شاشة التلفزة أو عبر يوتوب أو مباشرة في بعض الشوارع أو الأزقة، أتذكر ذلك السبع الذي كان جالسا في حديقة دالاس للحيوانات بأمريكا وبجانبه لبؤة مسترخية على الأرض، ما إن استفزته حتى انقض عليها وافترسها أمام زوار الحديقة؛ إنه بالفعل مشهد حيواني مقزز. فهل بدأ بعض الأزواج يبعدون أنفسهم من السكن والمودة والرحمة التي تجمع بينهم و يختارون طريق السب والشتم والتهكم والتشفي والكره والتحدي، ومباشرة بعد ذلك الإلتحاق بالعالم الحيواني الذي كله رفس وعض وقتل؟

أريد فقط أن أشير قبل إعطاء وجهة نظري في ما يحصل من صراع بين الأزواج، إلى أن بعض الرجال يتعرضون هم كذلك للسب والشتم والتهكم والسلق و"التوكال" والقتل من بعض زوجاتهم المتسلطات والظالمات في نظرهم. إذن مشكل صراع الأزواج ليس مرتبط فقط بالتصرفات العنيفة والحيوانية لبعض الرجال ولكن مرتبط كذلك بالتصرفات اللامتوازنة والأنانية لبعض النساء. تصرفات تجعل من حياتهم اليومية كلها صراع.

ففي بداية حياتهم الزوجية تكون المرأة أكثر حنانا وجاذبية، تتكلم بهدوء كأي طفلة بريئة، تتقبل أفكار زوجها وتعتذر إذا ما أخطأت في حقه، بحيث عناق بسيط يملؤه الحب والحنان، يكفي لمحو آثار أي تجريح أو سب أو تهكم..نفس الشيء بالنسبة للرجل، فهو يظهر أنه متفهم ومتسامح ومحترم لزوجته، خصوصا حينما تكون هي المعيلة للأسرة، لكن مع مرور السنين تتغير الأحوال إلى أحسن أو إلى أسوأ، فتجد أحد الزوجين يظهر مخالبه للآخر، كذلك الأسد الذي افترس اللبؤة دون تردد ؛ إنه جائع فما على اللبؤة إلا أن تتقبل الأمر.

الحياة الزوجية ليست سهلة كما يتخيلها البعض، فهي تجمع بين زوج وزوجة في بداية الأمر وعائلة الزوجين والأبناء بعد ذلك، دون أن ننسى مشاكل الزوج والزوجة التي تلتحق للعيش يوميا معهم لتسيطر على تصرفاتهم ، فترمي بهم في مستنقع الأوحال والوديان والغابات المليئة بالحيوانات المفترسة. ليس العيب أن يفترقا بطريقة حضارية إذا تبين أن هناك استحالة في الإستمرار في العيش معا، ولكن الخطير هو أن يفترقا بطريقة كلها كره وعنف وتهديد، ليجعلا صراعهما داخل الحياة الزوجية يصدر إلى عائلتهم الصغيرة وأقربائهم وأصدقائهم، وبالتالي يهيمن في آخر المطاف على نفسية أبنائهم إذا لم يكونوا محصنين من ذلك.

فالزوج و الزوجة اللذان يعملان خارج البيت ولا يعرفان كيف يوازنان مابين حياتهما الشخصية والمهنية، يتسببان بدون شعور في التفريط في أشياء ضرورية للعيش بسعادة وصحة نفسية وجسدية؛ إنها ابتسامتهم، وحبهم ومساندتهم لبعضهم البعض في الضراء والسراء، والاستمتاع الجنسي ببعضهم البعض تلات مراة في الأسبوع أو أكثر وليس مرة واحدة في الشهر كما يفعل بعض النساء أو الرجال؛ فحينما يلمح الزوح لزوجته أو الزوجة لزوجها، يتظاهر أحدهما بالعياء أو عدم الرغبة الجنسية، ولكن في الحقيقة يخفيان تدمرهما من التصرفات الصبيانية لبعضهما البعض. الأنا المتضخمة والتي تزداد تضخما مع مرور السنين، تمنعهم من طرح السؤال التالي : ماذا يجب أن نفعل لتقوية رغبتنا الجنسية وتغيير تصرفاتنا للعيش في سكن ومودة ورحمة مع الآخر؟ كل ما يتقنونه هو تطعيم الأنا يوميا بأفكار وتصرفات هدامة تتحول مع الوقت إلى ركل ورفس وعض وقتل.

فالقانون لا يجب أن يكون قوة بيد المرأة أو الرجل للضغط والإنتقام من بعضهما البعض في حالة ما إذا فكر أحدهما الإنفصال عن الآخر، خصوصا إذا كان الرجل يمر من مراحل مادية أو صحية صعبة، في هذه الحالة يجب على الدولة أن تتكفل بالنفقة على المرأة وأبنائها كأية أرملة، إلى حين تحسن الوضعية المادية للرجل؛ فالضعيف نفسيا أو حتى الذي يتحكم شيء ما في تصرفاته قد يجد نفسه في لحظة من اللحظات مرتكبا لأبشع الجرائم، لأنه يقول في نفسه "غادي غادي الحبس، نصيفطها معايا اللسبيطار". لأن التهديدات كيفما كان نوعها، تجعل المرضى النفسيين يحسون بالحكرة والشماتة والظلم، وبالتالي ينفدون لا شعوريا أبشع الجرائم.

إذن لا بد من تربية أبنائنا على محبة الآخر وتقبل مشاكل الحياة ومعرفة الطرق السهلة للخروج منها، حتى يصبحوا عند الكبر، أكثر تحصينا من مشاكل الحياة التي أصبحت كثيرة ومتنوعة ؛ فليس هناك أسرة بدون مشاكل، الفرق يوجد فقط في طريقة مراوغة "الأمواج العاتية" وعدم الإصطدام معها حتى تصل الأسرة إلى بر الأمان، يكفي فقط ركوب سفينة الحب والمودة والتفهم والمساندة والرحمة.

محمد شرقاوي

اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل

عضو مؤسس ومدير المشروع العالمي التربية والصحة

www.touspourleducation.com

هذا المقال تم نشره بجريدة " الأخبار" و " أخبار اليوم

بجريدة " الأخبار"

بجريدة " الأخبار"

بجريدة " أخبار اليوم "

بجريدة " أخبار اليوم "

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article

Articles récents