Vers Plus D'idées

Vers Plus D'idées

Towards more ideas - إلى مزيد من الأفكار


أية حلول لإنقاذ أبنائنا من الأمراض النفسية والعقلية؟

Publié par Vers Plus d'idées sur 6 Février 2015, 22:02pm

Catégories : #idées marocaines, #AfkarMaghribia - أفكار مغربية, #إلى مزيد من الأفكار - Vers Plus D'idées, #conseils pour dirigeants

بقلم محمد شرقاوي ـ المغرب ـ اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل وعضو مؤسس ومدير المشروع العالمي التربية والصحة ـ

بقلم محمد شرقاوي ـ المغرب ـ اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل وعضو مؤسس ومدير المشروع العالمي التربية والصحة ـ

هذا المقال تم نشره، يوم الأربعاء 11 نونبر 2015 ، بجريدة "أخبار اليوم" ــ أماطت الدراسة الميدانية التي أنجزتها وزارة الصحة المغربية بتعاون مع المنظمة العالمية للصحة سنة 2008، اللثام عن أرقام مذهلة، ضمنها أن 48.9 في المائة، أي نصف المغاربة تقريبا، مصابون بإحدى الأمراض النفسية (قلق، أو اكتئاب، أو خوف، أو فصام في الشخصية،.. )، بالإضافة إلى أرقام أخرى مرتبطة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، والربو، والسكري...دون أن ننسى السمنة التي تتسبب في وقوع آثارٍ سلبيةٍ على الصحة. فما الذي قامت به وزارة الصحة، إلى يومنا هذا ء من شهر فبراير 2015 ء لجعل المواطنين أكثر تحصنا من هذه الأمراض التي لها عواقب خطيرة على الفرد والمجتمع برمته؟

الفرد حينما يبدأ يعاني من اضطرابات نفسية ، تصبح مردوديته ضعيفة، بحيث يؤثر سلبا على مردودية الآخرين، بالإضافة إلى جعل من هم تحت مسؤوليته يعانون في صمت من تصرفاته، ومواقفه العدوانية التي تجعلهم يشكون في أنفسهم وقدراتهم، وهو ما يجعل هاجس الخوف من المستقبل يستحوذ عليهم، وبالتالي يصبح الضغط والتوتر رفيقهم، ليساهموا هم كذلك، في إغناء رصيد المجتمع بأرقام صادمة من المرضى النفسيين الذين يجولون وسط المجتمع بأغطية غير بادية للعيان، يصعب الكشف عنها، إذا لم يشتكي من يعانون في صمت من تصرفاتهم ومواقفهم.

فكيف يعقل أن يخلد المغرب كباقي دول المعمور، اليوم العالمي للصحة النفسية؛ الذي يصادف عاشر أكتوبر من كل سنة، دون أن يكون هناك تفكير جاد في المسببات الحقيقية لهاته الأمراض كيفما كان نوعها؟ سؤال طرحته، سنة 2007، على نفسي؛ كاختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل، وعلى صديقي الدكتور والباحث الفرنسي إيف مانيو؛ المختص في الطب النفسي المعرفي، و كاتب لأكثر من 27 كتاب عن التربية والصحة وتصرفات الفرد..وأكثر من عشرين بحث مبتكر بالأكاديمة العلمية بباريس. هو أول من برهن من خلال أبحاثه، بأن التربية التي نربي عليها أبنائنا، تلعب دورا أساسيا، ليس فقط بالنسبة لصحتهم النفسية والجسدية في صغرهم ولكن حتى عند كبرهم. هذا المفهوم الذي يربط لأول مرة في العالم التربية بالصحة، ويحدد بالضبط الخلط الحاصل مابين التربية والتعليم، أسسنا من خلاله، المشروع العالمي التربية والصحة؛ الذي يروم إلى دمقرطة هذا المفهوم الجديد للتربية، من خلال توزيع بالمجان، على الآباء والشباب، ملايين من الدليل العالمي التربية والصحة، على الصعيد المغربي ثم العالمي. دليل يشرح بطريقة سهلة، وعملية، وفعالة المبادئ الخمسة لتربية ناجحة، بالإضافة إلى الكشف عن الأفكار الخاطئة عن التربية ونتائجها الوخيمة على تنمية الفرد وتنمية بلده.

هذه المبادرة المواطنة الإنسانية، اقترحتها ، في غشت من سنة 2008 ، من خلال مراسلات، إلى الوزارة الأولى و إلى جميع الوزارات، لأفاجأ في شهر شتنبر من نفس السنة، بمكالمة من طرف السيد ادريس الكراوي، يحدد لي من خلالها موعدا على الساعة الثامنة صباحا بمكتبه بالوزارة الأولى. لم يتردد ولو ثانية واحدة، حينما طلبت منه هاتفه النقال، تحسبا لأي طارئ قد يمنعني من الوصول إلى مكتبه في الوقت المحدد. بعد كل الإجراءات الأمنية، وصلت إلى مكتبه، ليفاجئني بتواضعه وحسن إصغائه لي، فهو لم يبقى جالسا على كرسيه، كبعض الجهلة وما أكثرهم ، حتى آتي للسلام عليه، بل قام من كرسيه وسلم علي وجلس بالكرسي المقابل لي، وهو ماجعل معنوياتي ترتفع. تصرف بسيط يجعل الضغط يرحل ويحل محله التعبير الحر والمبتكر. بعد تقديمي له للمشروع أحالني على وزارة الصحة المخول لها دراسة محتوى الدليل. بعد سنتين من "سير وجي" صادقت الوزارة مشكورة، سنة 2010 ، على محتوى الدليل بحيث كتبت الوزيرة، ياسمينة بادو، كلمة تشير، من خلالها، إلى أهمية هذه المبادرة في تحسيس وتربية وتكوين الآباء والشباب على الطرق الحديثة للتصرف مع الطفل (يمكن تحميل، عبر الإنترنيت، النسخة الإلكترونية من هذا الدليل؛ والتي تتضمن كلمات الوزراء والأطباء والمختصين ورؤساء بعض المؤسسات والشركات بالمغرب، وفرنسا، وكندا...)

سنوات مرة، دون أن نجد من يدعم ماديا توزيع - بالمجان- ،على الآباء والشباب، هذا الدليل على الصعيد الوطني، لما له من انعكاسات، سوسيو اقتصادية، أكثر ايجابية على السياسات التربوية والصحية والتنمية الإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية. هناك شركات، واعدتنا بالتكفل بنشر بضعة آلاف من الدليل؛ لكن كان همها الوحيد هو أن ترهن المشروع بين أيديها لسنوات، بحيث اشترطت، أن لا يشارك منافسوها في المشروع، ونسيت أن المشروع، هو مبادرة إنسانية جماعية، تروم أولا؛ إلى مساعدة نساء ورجال اليوم للقيام بواجبهم كوالدين على أحسن وجه، وثانيا؛ إلى تلميع صورة المغرب في العالم، وثالثا؛ تحفيز الشباب على خلق المقاولات ذات البعد الإجتماعي والإنساني.

بالله عليكم، ألا تستحق هذه المبادرة الدعم من كل الوزارات، ومن أغلبية الشركات، خصوصا أننا وضعنا إستراتيجية تمكنهم من مساندة المشروع حسب ميزانيتهم، وزبائنهم، واستراتيجيتهم التواصلية.

لا أفهم تلكؤ بعض الوزراء ورؤساء الشركات من أخد القرار لمساندة المشروع.

هل لأن الوزيرة التي كانت مساندة للمشروع حزبها لم يبقى في الحكومة؟ وماعلاقة الوزيرة بالمبادرة؟ الوزيرة ساندتنا بورقة لاغير، كان علينا أن نطلب من السيدة الوزيرة أن تتكفل بتمويل المشروع، لكن فلسفته تتطلب تمويلا جماعيا، حتى نتمكن من دمقرطة هذا المفهوم الجديد للتربية.

مباشرة بعد تغيير الحكومة، قمنا بمراسلة وزير الصحة، السيد الوردي، لمساندة المشروع، فلم يجبنا، بالرغم من اجتماعنا، في بداية 2014 ، مع مدير ديوانه. طلبنا كذلك من السيد وزير التربية الوطنية، مساندة المشروع، فلم يعره أي اهتمام، بالرغم من اجتماعنا، في بداية 2014 ، مع مدير المناهج، الذي قال بالحرف أمام المسؤولتين المكلفتين بالصحة والتربية المدرسية : "كيف يعقل أننا منذ سنين نهتم فقط بالتربية على الصحة ولم نهتم قط بالتربية والصحة" وقال لي : "سأرسل نسخة من الدليل إلى مفتشي الوزارة المركزيين لدراسته وإبداء آرائهم" . ولكن، هل من يساهم في تحديد المناهج منذ سنين سيقول بكل صراحة، أن محتوى الدليل، يجب أن يتم تلقينه ووضعه بين أيدي كل المدرسين وموظفي الوزارة، أو يقترح على الوزير، إيجاد صيغة للتعاون ما بين وزارة الصحة، ووزارة التعليم الوطني، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الشباب، ووزارة الأسرة، لوضعه مجانا بين أيدي الآباء والشباب؟

الجواب: لا وألف لا! لأنه يظن أنه إذا اقترح ذلك، سيقولون له، أين كنت كل هذه المدة؟ لماذا لم تفكر في هذه الإستراتيجية من قبل؟ ولكنه نسي بأن هذه المبادرة اقترحناها، سنة 2012 ، على وزير التربية الوطنية بفرنسا، الذي ساندها، لأنه فهم أن هذا المفهوم جديد، دون أن ننسى شهادات دكاترة واختصاصيين نفسيين وكتاب ومحاضرين ذا صيت عالمي بالمغرب وفرنسا وكندا...

طلبنا كذلك، من وزراء آخرين بالمغرب مساندة المبادرة، وذلك بتوزيع الدليل على موظفيها - لأنهم إما آباء أو آباء المستقبل- بالإضافة إلى كون اطلاعهم على محتوى الدليل، سيجعلهم يغيرون من طريقة تعاملهم مع الضغط، والتوتر، وبالتالي تطوير تصرفاتهم، وهو ما سيزيد من إنتاجيتهم . لكن، إلى يومنا هذا، لم نتوصل بأي جواب.

بالمقابل قمت، بداية شهر نونبر 2014 ، بمراسلة وزيرة التعليم الوطني بفرنسا. فكان الجواب، أواخر نفس الشهر، من طرف مدير ديوانها شخصيا ، بالرغم من أني وضحت في رسالتي، أن المشروع كان مساندا من طرف الوزير السابق للتربية الوطنية بفرنسا.

فلماذا وزراء، وأطباء، ومختصين نفسيين، وكتاب أجانب ذا صيت عالمي، يعرفون معنى التربية جيدا، يتجاوبون مع مراسلاتي و يساندون علنا هذه المبادرة، بالرغم من أني لست طبيب نفسي، وفي المقابل تجد كل الاختصاصيين النفسيين المغاربة الذين اقترحت عليهم الإنخراط في هذا المشروع، لم يعيرون أي اهتمام لمراسلاتي؟ هناك فعلا خلل في التربية، يجب أن يطرح للنقاش، حتى تعم الفائدة وتتضح الرؤية للجميع.

مرة 6 سنوات ، لنفاجأ مرة أخرى بكون الحسين الوردي، وزير الصحة، يكشف عن معطيات صادمة عن واقع الصحة النفسية بالمغرب ، مؤكدا أن 48.9 في المائة من المغاربة عانوا أو يعانون من اضطرابات نفسية. إذن ما الذي تغير بين سنة 2008 و 2015 ؟ كيف نعالج واقع الصحة العقلية والنفسية؟ أين يكمن الخلل ؟ و ماهي المقترحات التي يمكن أن تقدم لتجاوز هذه الإشكالية؟ كانت هذه بعض الأسئلة التي طرحها الصحفي جامع كلحسن على ضيوفه في حلقة يوم الأربعاء 4 فبراير 2015 من برنامج مباشرة معكم على القناة الثانية.

من خلال هذا البرنامج، اتضح لي، بالصورة والصوت، أن هناك غِير الهضرة وصافي، ليس هناك من اقترح حلا لواقع الصحة النفسية والعقلية. بل بالعكس، تم تصنيف كل من قرر الذهاب إلى طبيب نفسي أنه مريض، وهذا في حد ذاته سيزيد من حدة آلام كل من شاهد الحلقة، وهو يحس بعض الشيء، أنه مكتئب أو متوثر أو غير قادر على تخطي الصعاب. فكيف يعقل أن يُقترح وبحضور وزير الصحة، أن يتم بداخل المؤسسات التعليمية الكشف، من طرف المدرس، عن التلاميذ الذين لا يستطيعون الإندماج بسرعة، حتى تتم معالجتهم من طرف طبيب نفسي. ألهذا الحد هم مرضى نفسانيين، أم الذين يحيطون بهم، يريدونهم أن يكونوا طبق الأصل للآخرين؟ هل كل من يحس باكتئاب، توثر، ضياع،..يجب معالجته بالأدوية؟

لا بد من تغيير نظرتنا لمعالجة الأشياء، حتى نتمكن من جعل أبنائنا، نساء ورجالا، مفعمون بالحيوية والنشاط، يثقون بأنفسهم وفي المستقبل، قادرون على تأسيس حياتهم كما يشاؤون. وبالتالي، يعيشون بصحة جسدية ونفسية جيدة.

سَمْحُولِيا، أنا بغيت غير نفهم، واش باغين يدخلوا في حرب مع الإكتئاب والتوثر والقلق.. أم يريدون معرفة مسببات هذه التغيرات السلبية في حياة الفرد؟ يْلَكانْ الجواب هو الحرب، من هنا 10 سنين غنلقاو ريوسنا واحلين وسط الأمراض النفسية والعقلية. ولكن، يْلَكانْ الجواب البحث عن المسببات؛ في هذه الحالة، من هنا 10 سنين غنلقاو ريوسنا، تنحبوا ونتيقوا ونتفهموا ونْحتارموا و نساندوا بعضياتنا، وهو ما سيجعل كل فرد في المجتمع يحس بانتمائه لوطنه ويفتخر بوطنيته ويفعل ما في جهده لتنميته وتنمية بلده. هذه هي الطريق التي يجب أن تنكب على تحديدها وتشييدها كل الوزارات بمساعدة كل فئات المجتمع.

محمد شرقاوي

اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل

m.charkaoui@initiatives-web.com

www.touspourleducation.com

http://www.facebook.com/initiativeeducation

http://www.facebook.com/versplusdidees

الدليل العالمي التربية والصحة، يمكن تنزيله من خلال هذا الرابط

www.touspourleducation.com/guideeducationVC.pdf

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article

Articles récents