Vers Plus D'idées

Vers Plus D'idées

Towards more ideas - إلى مزيد من الأفكار


ماذا نريد؟

Publié par Vers Plus d'idées sur 19 Juin 2016, 11:43am

Catégories : #أفكار مغربية, #conseils pour dirigeants

مقال تم كتابته من طرف الخبير محمد شرقاوي، اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل ــ كاتب مقالات رأي بمجموعة من المنابر الإعلامية واقترح مجموعة من المبادرات والحلول لفائدة الشركات الكبرى والحكومات. محمد شرقاوي عضو مؤسس ومدير المشروع العالمي التربية والصحة ــمقال تم

مقال تم كتابته من طرف الخبير محمد شرقاوي، اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل ــ كاتب مقالات رأي بمجموعة من المنابر الإعلامية واقترح مجموعة من المبادرات والحلول لفائدة الشركات الكبرى والحكومات. محمد شرقاوي عضو مؤسس ومدير المشروع العالمي التربية والصحة ــمقال تم

ما أكثر القوانين ومخالفيها، وما أكثر القوانين وضحاياها، وما أكثر القوانين وصعوبة تطبيقها. فنجد مثلا قانون التدخين يمنع التدخين والإشهار والدعاية للتبغ في بعض الأماكن، ومع ذلك نجد بعض الأشخاص يدخنون بكل أريحية في أماكن عمومية، داخل مكاتبهم رفقة زملائهم وزميلاتهم، في بيوتهم مع زوجاتهم وأبنائهم ووالديهم وإخوانهم وأخواتهم، وفي المدارس والجامعات أمام تلاميذتهم و طلبتهم، وحتى في الطاكسيات والحافلات والقطارات ...أما بالنسبة لقانون الرشوة ففصوله واضحة لكن يصعب ثبوتها حسب الحالات المذكورة في فصوله، الشيء الذي يجعل بعض المرضى النفسيين يدمنون عليها غير مكترثين لا بالعقوبات الحبسية التي تنتظرهم ولا بانعكاساتها الخطيرة على الفرد وعلى المجتمع برمته. قانون السير هو الآخر وبالرغم من بعض فصوله السالبة للحرية، نجد حوادث السير في تزايد وعدد القتلى والجرحى والعاهات المستديمة في تصاعد مخيف. قانون مدونة الأسرة هو الآخر واضح ومع ذلك نجد من يفهمه بطريقته الخاصة المبنية على الانتقام والخداع وترشيح كفة الطلاق على كفة العيش بحب وتفاهم. فماذا عن قانون الغش في الامتحانات الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا في البرلمان؟


لاشك أن المجتمع الذي يعيش بدون قوانين مثله مثل أي غابة يفعل فيها سكانها ما يحلو لهم، فيقع بكل تأكيد تصادم بين أفرادها كانوا صغارا أم كبارا، وهو ما يجعل منها غابة يأكل فيها القوي الضعيف. فهل بمجرد وضع قوانين داخل هذه الغابة، التي أصبح بعض أفرادها مبرمجين على ارتكاب أبشع الجرائم وإتقان أذكى الحيل الخبيثة للنجاح والرقي وتمرير أفكارهم ومغامراتهم المتعفنة الى من يصغرهم سنا، سينضبط سكانها ويصبحون أكثر احتراما لبعضهم البعض؟ الجواب هو "لا" بكل تأكيد.
فوجود القانون أمر لا يختلف عليه من تربو بطريقة سليمة. فهو يضبط سلوكيات الفرد في إدارة حياته وشؤون الغير وفي التعامل بطريقة حضارية داخل المجتمع. ومن هنا فإن هدف القانون هو أن يساعد الفرد ويدافع عنه كي يستطيع الإحساس بالحرية، فلا يمكن العيش في أمان وحرية من دون قانون، قانون حاجتنا اليه كحاجتنا إلى الماء والهواء مع معرفتنا أن الشعوب المتحضرة تقاس بمدى احترامها للحقوق والحريات وسيادة الأمن والاستقرار في المجتمع. ولكن هل قانون الغش الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا يحمي أبنائنا من الغش والغشاشين كانوا زملائهم، الذين يمكن أن تراودهم فكرة الانتقام منهم لمجرد أنهم لم يريدوا مساعدتهم أثناء الامتحان وذلك بوضع "حجاب" على طاولتهم أو رميه بجانب أرجلهم، أو كانوا مراقبيهم، الذين يمكن أن يطلبوا منهم مساعدة بعض زملائهم في الامتحان. أتذكر حينما اجتاز ابني امتحان السادس ابتدائي، جاء عندي وقال لي بأن مدير المدرسة وضع بجانبه تلميذا وطلب منه أن يساعده في الامتحان، فرفض ابني وطلب طاولة لوحده وهو ما استجاب اليه المدير، الحمد لله أن المدير "كان راسو صغير" ولم ينتقم من ابني وذلك بتمزيق ورقته أو التشطيب على بعض ايجاباته حتى يجعله يرسب؛ ويسقط كاع آش ناهو المشكل، المهم هو أنه اقتنع بفكرة لا للغش ولا لمساعدة الغشاشين، كل واحد ينجح على دراعوا. الأمر كان سيكون مختلفا مع قانون الغش الحالي الذي كان يمكن أن يستعمله المدير ويرمي بابنك في السجن وهو لم يفعل شيء. الشيء الوحيد الذي قد يكون قد ارتكبه، هو عدم استجابته لضغوطات ضحايا التربية كانوا من زملائه او من مراقبي الامتحانات.
ككل القوانين، القانون الحالي للغش جيد. ولكن هل فكرنا في انعكاساته السلبية على نفسية من تربو على نبذ الغش خلال الامتحانات؟ هل فكرنا في مصير من ضبط يغش في الامتحانات وهو مجرد ضحية لتربية عرجاء وتعليم متلعثم ومثقل بالاستراتيجيات المتذبذبة وغير واضحة المعالم ؟ هل فكرنا في وضع استراتيجيات تربوية وتعليمية تمكن الأجيال القادمة من تبني العمل الجاد و نبذ الغش ؟ هل فكرنا في وضع استراتيجيات تمكن المدرسين والأساتذة من تغيير منهجية تلقينهم المعارف والتعامل مع تلاميذتهم وطلبتهم؟ هل فكرنا في وضع استراتيجيات لجعل الغش في الامتحانات لا يفيد في شيء؟ هل فكرنا في وضع استراتيجيات تمكن من الاكتشاف المبكر للتلاميذ والطلبة الذين تبين أن مستواهم الدراسي لايؤهلهم لاجتياز الامتحانات، وبالتالي توجيههم وتشجيعهم على سلك طرق أخرى للتعلم و الاندماج داخل المجتمع وتأسيس حياتهم كما يشاؤون؟


لا أظن أن المسؤولين القائمين على الشأن التربوي والتعليمي والأسري فكروا في ذلك. فنحن كذلك كنا تلاميذ وطلبة شاهدين على ما كان يروج من غش داخل المدارس والجامعات التي درسنا فيها وما زلنا نسمع نفس حكايات الغش، بل أصبح الغش في الامتحانات أكثر تطورا. فعوض أن يتطور مستوى التلاميذ والطلبة من خلال الكم الهائل من المعلومات والدروس المتاحة لهم بالمجان عبر الإنترنيت، تطور الغش وتطورت أساليبه وتكنولوجياته ومن يدعمونه بوقتهم حبا في تحدي من يحاربونه بقوانينهم.


وخلاصة القول في رأيي المتواضع هو أن الغش أصبح كالعش يحتضن ضحايا التربية؛ كبارهم يحلقون في السحاب لتغذية صغارهم بآخر صيحات تكنلوجيا الغش. ما ان يكبر صغارهم حتى يؤسسون أعشاش أخرى تحتضنهم وتحتضن صغارهم، وبالتالي يصبح المجتمع غارق "بالأعشاش" يصعب على القانون اجتثاثهم وملاحقة وإعادة تربية من كان يحتضنهم.


محمد شرقاوي، اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article

Articles récents