Vers Plus D'idées

Vers Plus D'idées

Towards more ideas - إلى مزيد من الأفكار


الضغوطات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها الطلبة

Publié par Vers Plus d'idées sur 2 Novembre 2015, 14:56pm

Catégories : #محمد شرقاوي, #اختاصي في المبادرات وحلول المشاكل, #أفكار مغربية

مقال تم كتابته من طرف الخبير محمد شرقاوي، اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل ــ كاتب مقالات رأي بمجموعة من المنابر الإعلامية واقترح مجموعة من المبادرات والحلول لفائدة الشركات الكبرى والحكومات. محمد شرقاوي عضو مؤسس ومدير المشروع العالمي التربية والصحة..

مقال تم كتابته من طرف الخبير محمد شرقاوي، اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل ــ كاتب مقالات رأي بمجموعة من المنابر الإعلامية واقترح مجموعة من المبادرات والحلول لفائدة الشركات الكبرى والحكومات. محمد شرقاوي عضو مؤسس ومدير المشروع العالمي التربية والصحة..

حينما أتذكر السنوات التي قضيتها في الجامعة مابين 1992 و 1997 تاريخ حصولي على الإجازة، تخصص فيزياء إلكترونيك، أشعر أولا، بنوع من الضغينة اتجاه بعض الأساتذة الكسالى الذين كانوا لا يقومون بأي مجهود يذكر لتلقين العلوم للطلبة، وثانيا، أحس بارتياح حينما أسترجع صورة واضحة للانخراط الكلي للبعض منهم في شرح الدروس والأعمال الموجهة والتطبيقية بطريقة جيدة. الشيء الذي يجعلني أطرح السؤال التالي : لماذا هناك فئة من الأساتذة منخرطة كليا في التلقين الجيد، وأخرى غير آبهة بالإحباط والدمار اللذين أصابا بهما مجموعة من الطلبة الذين تركوا المدرجات في أول سنة دراسية لهم بالجامعة؟

ما إن حاولت الإجابة عن هذا السؤال العريض، الذي يجب أن تفكر فيه كل الوزارات المعنية، لما لقطاع التعليم من انعكاسات إيجابية وسلبية على التنمية والصحة بصفة عامة وعلى الاستقرار بصفة خاصة، حتى تذكرت المشاهد الغريبة داخل وخارج الجامعة التي كنت شاهدا عليها في مرحلة دراستي الجامعية. مشاهد كانت تراكم، بالنسبة لي، نوع من الضبابية على الحلم الذي كان واضحا في مخيلتي، حلم وثقته في أحد امتحانات التعبير الكتابي بالمستوى الإعدادي، امتحان كان على الشكل التالي : ماذا تريد أن تكون في المستقبل، علل جوابك؟

كان جوابي واضحا، أريد أن أكون أستاذا جامعيا كبيرا، متفان في عمله، منصتا لأسئلة الطلبة و باحثا يوميا على الطرق العلمية الحديثة لتلقينهم العلوم بطريقة جيدة تمكنهم من تكريس بعض وقتهم في إتقان ما تعلموه، والبعض الآخر في تعلم اللغات و طريقة التواصل و الإعلاميات و الرياضة..

لكن الواقع كان غير ذلك، ما إن وطئت قدماي باب الجامعة في أول يوم دراسي، حتى لاحظت ظواهر غريبة؛ تجمعات هنا وهناك على شكل حلقات مصحوبة بتصفيقات متتالية تتناغم مع كلمات نضالية، صراعات بين فصيل وفصيل آخر من الطلبة ، تسابق بين الطلبة لدخول المدرجات، تكاسل بعض الأساتذة في شرح الدروس، حكايات الطلبة القدامى عن الانتقامات التي كانوا يتعرضون لها خلال الامتحانات من طرف بعض الأساتذة الكسالى، بحيث كانوا يفعلون ما بوسعهم لجعل الامتحان أكثر تعقيدا بالنسبة للطلبة الذين كانوا يعتمدون على أنفسهم، وأكثر سهولة بالنسبة لأولئك الذين كانوا يتمكنون خلسة من معرفة نوعية الأسئلة التي كانت تطرح في الامتحانات.

الأوقات التي قضيتها داخل الجامعة في ذلك اليوم كانت مليئة بالمشاهد والإحباطات ، بحيث زادت حدتها على الساعة السادسة مساء ؛ وقت خروج الطلبة للالتحاق بالحافلات التي تنتظرهم عند المحطة. كان المشهد غريبا شيء ما ؛ هل يعقل أن جيشا من الطلبة يتدافعون ويقفز كل واحد على الآخر لركوب حافلة أو حافلتين؛ الصعود إلى الحافلة يكون عبر الأبواب وكذلك عبر كل النوافذ، وهو ما يجعلها في بضع دقائق ممتلئة عن آخرها؛ لا تترك لأحد مجالا للحركة، كل واحد ملتصق بالآخر..

وأنا أشاهد هذا المنظر الذي لا يليق بالطلبة، قررت في ذلك المساء العودة إلى البيت ماشيا، بالرغم من أن ذلك الوقت كان محفوفا بالمخاطر، لكن ممارستي لمجموعة من فنون القتال بطريقة احترافية ، جعلتني لا أعيرها أي اهتمام.

مع مرور الأيام والشهور داخل الجامعة أصبحت هذه المشاهد روتينية وفي بعض الأحيان أكثر عنفا، الشيء الذي جعلني أفكر بجدية في العودة إلى الطريقة التي كنت أطبقها في السلك الثانوي؛ طريقة جعلتني أقاطع الأساتذة الكسالى وأعكف على قراءة الكتب التي تتطرق بشكل جيد للمادة التي أقاطعها. أحببت هذه الطريقة لأنها بالفعل مكنتني من الاعتماد على نفسي، وجعلتني أقتنع أن التلميذ أو الطالب الذي يبحث باستمرار، تصبح قدراته على إيجاد الحلول أكبر بكثير من قدرات الأستاذ.

هذه الطريقة مكنتني من كسب الوقت، فهم الدروس على يد كتاب عالميين، القيام بدروس ليلية في البرمجة الإعلامية، الاستمرار في ممارسة مجموعة من رياضات فنون القتال وذلك بشكل يومي، بالإضافة إلى القيام بتداريب بمدرسة عليا لهندسة الكومبيوتر. عند حصولي على الإجازة، قررت تغيير الوجهة وذلك بالتسجيل في السنة الرابعة لهندسة الكمبيوتر، وبعد العمل كمسؤول في مجموعة من الشركات قررت التسجيل في الدراسات العليا المتخصصة في التدبير والتسيير، بعد ذلك انخرطت، في السبع سنوات الأخيرة، في البحث في المجال الذي أعشقه، ألا وهو السلوك والإدراك البشري. والتربية خصوصا.

خلاصة القول، الطلبة داخل الجامعة يتعرضون لضغوطات داخلية وخارجية ستجعل مستقبلهم في مهب الريح، فعوض أن يحرمهم بعض أساتذتهم من الفهم الجيد للدروس و تحرمهم الوزارات المعنية من أبسط الوسائل التي تمكنهم من البحث الجيد، والتنقل المريح، والتمكن من اللغات، وتسهيل الحصول على تداريب.. كان من الواجب أن يطرح كل متدخل في مسار الطلبة السؤال التالي : ما الذي يمكن أن أفعله للرقي بجودة التحصيل العلمي للطلبة و التقليل من حدة الضغوطات التي يتعرضون لها؟

إن الضغوطات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها الطلبة تؤثر أولا على مسارهم الدراسي، ثانيا على صحتهم النفسية والجسدية، ثالثا على اندماجهم داخل سوق الشغل، رابعا على ميزانية الصحة والأمن، وخامسا على أحلام جيل كامل من التلاميذ الذين حلموا أن يصبحوا يوما ما أساتذة جامعيون أو أطباء.

إذن فعوض ترك الطلبة لسنين ( أكثر من 20 عام) يصفقون ويناضلون، من أجل أشياء تمكنهم من إكمال دراستهم في أحسن الظروف والاندماج في سوق الشغل، وبالتالي المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كان من الأفيد الإنصات إليهم وجعلهم ينخرطون بتلقائية في تنميتهم وتنمية مجتمعهم.

محمد شرقاوي

اختصاصي في المبادرات وحلول المشاكل

www.touspourleducation.com

هذا المقال تم نشره بجريدة أخبار اليوم

الضغوطات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها الطلبة
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article

Articles récents